يعتبر الطيران شيئاً جميلاً ورائعاً، حلم به الإنسان منذ القدم، وكان يأمل في تحقيق ذلك الحلم، وكانت أول تجربة للطيران من العالم المسلم عباس بن فرناس، ومن ثمّ توالت الجهود والأبحاث والدراسات للاختراع الطائرات، فاخترعوا الطائرات الشراعية ثمّ تتطوروا حتّى وصلوا إلى الطائرات الحديثة النفاثة المعروفة في يومنا هذا.
فمهنة الطيران من أكثر المهن الممتعة حول العالم ، فأنت تستمتع حقا بمشاهدة العالم ككل ، وفي المقابل تحصل على العائد المادي الذي يخولك للقيام بكافة المهام التي تسعدك في حياتك بصفة عامة ، والطيارون حول العالم يتمتعون بالثقة العالية في أنفسهم ، بالإضافة إلى الشجاعة ، والتمتع بما يحصلون عليه ، فلا يمكنك أن تشعر بهذا حقاً إلا لو كنت حراً طليقاً في السماء ، تطير بين السحب ، ولا يمنعك أحد من الاستمتاع بهذه المناظر التي تأخذ القلوب .
ومن منا لا يحلم بالطيران عالياً في السماء ، فنحن نرى الطيور فنحسدها ، لاننا لا نستطيع أن نطير مثلها ، ونشعر بالحرية التي ما عدنا نشعر بها على الأرض التي اشتعلت من الفتن والمشاكل الكثيرة التي لاحقت أصحابها على مر العصور ، ولا يمكنك أن تتصور أن الأمور قد تزيد عن الحد المسموح في حال كانت السماء ملبدة بالغيوم ، والجو عاصف ، ومع ذلك فإن بمقدور الطيار القيام بهذه المجازفة ، والحفاظ على حياة الناس الذي يحملهم بين يديه من خلال اتخاذ القرار المناسب لذلك .
ومن أهم الاختبارات التي على الطيار اجتيازها من أجل اتمام المهمة الموكلة إليه ، هي التالي :
انصياع الطيار للفحص الطبي : وهذا يكون قبل أن يقوم بالتعامل مع مهنة الطيران بالطريقة المعهودة ،و تشمل هذه الفحوصات كافة الامور المتعلقة بحياة الطيار ، والطاقم الذي لديه ، والأهم في هذه الاختبارات الطبية ، أن يكون الطيار صحة جيدة ، وجسمه خالي من الأمراض المستعصية التي تعصف بنا هذه الأيام ، كما أنه لديه المقدرة العالية على التحكم بأعصابه وقت المشكلات ، وأن تكون كافة الأعصاب في جسمه سليمة وخالية من المشكلات الصحية على حد سواء ،والمعروف أيضا أن هذه المشكلات قد تصل إلى حد الرهاب إذا كان يعاني منها الطيار ،وهذا قد لا يخوله لأن يكون طياراً متمرساً .
على الطيار أن يجتاز المرحلة التعليمية التي تخوله ليصبح طياراً متمرساً من خلال معرفته التامة بكافة الارشادات والطرق السليمة التي تساعد في حصوله على الشهادة العلمية لهذا الأمر .
وختاماً، لا عجب حين نتحدث عن الشهادة العلمية أن يكون قد تفوق فيها ، لأن الطيار كالطبيب ، وحياة الناس تكون بين يديه في أغلب الأوقات ، هذا إن لم تكن كلها .