عندما بدأت بالكتابة ، شعرت بأن قلمي يرتعش ، وأن الحبر يكاد يتجلط بداخلة ينحني بين أصابعي ،وكأنة يرتجف من الأهوال التي سيكتبها عن هذا اليوم العظيم .
يقول الله سبحانه وتعالى " الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ * يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ * فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ" صدق الله العظيم .
من منا لا يشعر أن قلبه يكاد يتوقف عندما يتخيل هذا اليوم العظيم. . من منا لم يحلم بيوم القيامة، فيستيقظ ويحمد الله ألف مرة أنة مجرد حلم.
فقد أخبرنا الله تعالى عن هذا اليوم فقال " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ " صدق الله العظيم. تخيل من هول وشدة الموقف، المرضعة تترك رضيعها، والحامل تسقط جنينها، وجميع الناس كأنهم سكارى.وكل واحد منهم يقول ،نفسي نفسي قال تعالى " فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ * يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ *لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ "صدق الله العظيم .
الأمر شديد وفظيع، لدرجة أن المؤمن الذي بشر في قبرة بالجنة، والأنبياء والمرسلين، يقف كلآ منهم وجلآ من هذا الموقف. أنا أعتقد أن القيامة الصغرى، هي عندما يموت الإنسان، على الرغم من صعوبة خروج الروح ،والسؤال، وضمة القبر وعذابة، إلا أن هذا اليوم يوم الفزع أشد .
جميعنا نتفكر ونتسأل عن أهوال ومراحل الحساب، في حياتنا هذه نخاف كثيرآ من حساب والدينا عندما نخطأ، أو نقصر بدروسنا مثلآ ،ونخاف من عقاب معلمينا أو حتى من رؤسائنا في العمل.
فكيف عندما يأتي ذلك اليوم، الذي سيحاسبنا به إلَه عظيم ،رب العالمين، خالق الأكوان، عندما ينخسف القمر، ويجمع الشمس والقمر ،ويجمع الله عظام الإنسان ،ليحيه من جديد، هنا بدأت القيامة.
يقول الله تعالى (قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ)
فنلخص مراحل يوم القيامة:
1-الحشر إلى الموقف العظيم، حيث تحشر جميع الخلائق لتقاد إلى ربها.
2-الشفاعة.
3-أخذ الكتاب باليمين او الشمال.
4- الميزان.
5-الحوض.
6-المرور على الصراط المستقيم.
7-المرور على قنطرة المظالم.
8-دخول الجنة أو النار.
وهذا كله بعلم الله سبحانه وتعالى.
فالجنة مراحل فلا بد أن يتخطى الإنسان جميع هذه المراحل ليصل إلى الجنة.إلا أنه يوجد أشخاص يدخلون الجنة بغير حساب، ولكن يمرون على الصراط المستقيم، لأن جميع البشر لابد أن يمرون عليه.حتى المؤمن، لايدري هل ترجح حسناته على سيئاته.وإذا رجحت حسناته، هل يعلم ماحاله عندما يمشي على الصراط وإذا تخطى مرحلة الصراط ،ستنتظره مقاصته بينه وبين إخوانه المسلمين على قنطرة المظالم.فإذا تخطى هذه المرحلة أذن له بدخول الجنة. ومن لا يتمنى دخول الجنة ،التي فيها ما لاعين رأت، ولاخطر على بال بشر. اللهم ارحمنا، وإغفر لنا، وأدخلنا جنتك بغير حساب ولا عقاب ياغفور يارحيم.